إن هجو الأحبة ضرب مدح
ومدح من عداهم من الهجو
كأن تسمي الشيء بضد
ومثال ذلك كثير في النحو
كأن تقول سليما لسقيم
فذاك صحيح لا يحتاج لمحو
وأن تقول بصيرا لأعمى
لا فرق لديه بين الليل و الصحو

شمس المغيب

غابت شمس أيامي
خلف الأفق المترامي
واحمر البحر بكاء
على منيرة الأيام
وحرير السحاب غدا
دسما مثل الإدام
يكاد يسقط ثقلا
فوق رؤوس الأنام
وتلونت الثريا بلون
الدم ضمن الأجسام
وغاب الطير في لمحة
كأن لم يطر في الأنسام
وصحوت أنظم ما أوحي
لي والناس من النيام
أودع شمسا وأرقب أخرى
بل هي واحدة مدى الأيام
تغيب وتحضر وأرقبها
أبلغها ألف سلام
وأخطط بعض كلام الهوى
لتجففه رغم الغمام
ليفوح من عطره عبق
يسكر ريحه مثل المدام
سلاف وإن أبدعته صنعا
دون شمسي مجرد كلام
شميسة مهلا ولا تتركيني
كساع إلى الحرب دون حسام
حسامي شعاعك إذ يُرسَل
ليخفف عني وقع آلامي
ترياق عجيب يرجعني
لعمر الشباب وصيد اليمام
ويجعل من خريفي ربيعا
يلازمني مدى أيامي
شميستي ما فاقك قمر
في علاه في حسن ولا في مقام
مثلك واحد أوحد عندي
يا أروع غرام وأحلى هيام
شميسة نفسي وروحي فداك
ولتحيي ولو فوق حطامي
فحسبي أني أموت لتبقي
تنيرين قبري في حلك الظلام